asset-21
asset-22

وذلك من خلال دعم جهود الحوار بين أتباع الحضارات والأديان وتشجيعها لتعزيز التفاهم بين المذاهب والمعتقدات المتعددة والحد من التمييز والنزاعات، وتعزيز التسامح والقيم والأخلاق الإنسانية، ودعم السلم الاجتماعي العالمي.

إننا نؤمن أنه بتكريس الجهود لتعزيز الحوار والتفاهم وبلورة القواسم المشتركة بين كل مُختَلِف؛ كهدف دائم وكعادة وثقافة وسلوك إنساني أصيل؛ يمكن للناس أن يوفروا جهوداً أخرى كبيرة تبذل في سبيل محاربة التطرف والتعصب والميل إلى العنف؛ تلك الجهود التي تصبح ضرورية ومُكلفة بسبب غياب الحوار المسبق كعامل وقائي كان من شأنه أن يحول دون وقوع أحداث التطرف والتعصب والعنف. فكما أن الجهود الدائمة التي تبذل في تعزيز الحوار هي جهود وقائية من شأنها تجنيب البشر أياً كانوا وأينما يكونوا ويلات الصراعات بينهم؛ فإن جهود الحوار تغرس قيم المحبة والعيش المشترك موفرة على العالم ترميم آثار الصراعات النفسية والمادية والمعنوية.

لذا فبقدر الوقت الطويل والجهد الشاق والكلفة الباهظة اللازمة لإزالة نتائج الصراع، فإن تجنب الصراع عبر الحوار من شأنه أن يوفر للعالم حماية لوقت أطول وبجهد ألطف وكلفة أقل، ويجعل من الإيمان بالعيش المشترك وحماية التعددية الثقافية واحترام الاختلاف؛ قيماً إنسانية؛ أكثر من كونها حاجة إنسانية؛ وطريقة تفكير وحياة أكثر من كونها ضرورة؛ وسلوكاً أكثر من كونه ممارسة.

ويعد التفاهم المتبادل بين أي مجموعة من المتحاورين مكسباً جوهرياً ينتج عن تبادل الأفكار بينهما. فإذا كان طرفا صراع ما يتشبثان بوجهات نظر متباينة يصعب التوفيق بينهما، فإن فتح قنوات للحوار بينهما يسهم في إيجاد مناقشات مثمرة وغنية، وهو ما يتيح فرصاً لكل طرف كي يراجع مواقفه، ويعمل على محاولة فهم موقف الطرف الآخر. ومن ثم، التعرف إليه بشكل أكبر، وهو ما يخلق نقلة نوعية في عملية تسوية تلك الصراعات. وهذا التفاهم المتبادل هو ما تحتاجه اليوم أطراف الصراعات الدائرة في عالمنا الذي بات يعاني اضطرابات مستمرة.