منذ إطلاق المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للفكرة عام 2001م، مر المشروع بعدة مراحل؛ فمن الاستجابة السريعة والمباركة الواسعة لدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى إنشاء المرحلة الأولى من البرنامج العالمي الطموح عام 2003م الذي اشتمل تطبيقه على المناطق المضطربة من العالم مثل فلسطين والبوسنة والهرسك، وغيرها من الدول.
في عام 2006م، استضاف الكشافة السعوديون 1500 كشافاً وجوَّالاً من 85 بلداً في مدينة الجبيل الصناعية تحت شعار “معاً من أجل السلام”. وكانت دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقتها قد سجلت استجابة أكثر من 10 ملايين كشاف من 110 دولة في غضون 5 سنوات فقط. وقد مثَّل المخيم الكشفي إحدى هدايا الكشافة للسلام تواصلاً لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي 2008م، رعى الملك عبدالله رحمه الله المعرض الكشفي العالمي للسلام الذي أُقيم في مدينة الرياض كإحدى الفعاليات التي تنفذها مؤسسة الكشافة العالمية بهدف نشر ثقافة السلام. وكانت الرياض محطته الأولى قبل أن يجوب العديد من العواصم والدول. وقد منحت مؤسسة الكشافة العالمية لخادم الحرمين الشريفين زمالة بادن باول The Baden-Powell Fellowship خلال فترة المعرض، إضافةً إلى عضوية المؤسسة العالمية من جلالة ملك السويد الرئيس الفخري للمؤسسة، وذلك تقديراً لإسهامات خادم الحرمين الشريفين الخيرة في دعم الحركة الكشفية العالمية وتعزيز السلام الدولي.
وقد عُرف المشروع منذ انطلاق فكرته عام 2001م بعنوان “هدايا السلام”، إلى أن أقيم في مدينة جدة مخيم القيادات الكشفية عام 2011م الذي جسَّد فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز روحاً ومضموناً وحمل عنوان “رسل السلام”.
ورغم الاستجابة الواسعة والإنجازات الكبيرة التي حققها المشروع خلال 10 سنوات منذ الفكرة الأولى التي أطلقها ملك الإنسانية وحتى عام 2011م، إلا أن طموح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله كان يبدو كما لو كان في بدايته، إذ انطلق المشروع بشكل أوسع عقب مخيم القيادات الكشفية في جدة تحت عنوان “رسل السلام” بعد إعلان المنحة الكريمة من خادم الحرمين لدعم مؤسسة الكشافة العالمية بمبلغ يزيد عن 37 مليون دولار، يكون وقفاً باسمه يخصص ريعه لدعم برامج تعزيز السلام وتدريب القيادات الكشفية على تنفيذ هذه البرامج، للإسهام في دعم برامج الجمعيات الكشفية في الدول المحتاجة وتأهيل القيادات الكشفية وتنظيم وإقامة الفعاليات في تلك الدول من خلال برامج تشرف عليها مؤسسة الكشافة العالمية على مدى 10 سنوات حتى عام 2020م.