انطلاقاً من العلاقة السببية الطردية بين تحقيق الأمن والسلام وتحقيق التنمية المستدامة، فإن الاهتمام بعوامل تحقيق الأمن والسلام يحتل أولوية خاصة في المجتمعات التي تعاني نزاعات محتدمة أو تكون معرضة للكوارث، وذلك عبر المساهمة في إدارة الأزمات الإنسانية الطارئة بسبب الاضطراب ومحاولة الوقاية منها مستقبلاً. والعمل على إنعاش المجتمعات بعد انتهاء تلك الأزمات، وذلك من خلال الحضور الفاعل في أوقات الأزمات والكوارث عبر تقديم المساعدة الفورية للمتضررين وإعادة البناء، ليتمكن المجتمع المتضرر العودة إلى حياته الطبيعية مجدداً.

إن التهديدات التي تطال مجتمع ما، وإن كانت تبدو محدودة التأثير، إلا أن خطورتها تتعدى نطاقها الجغرافي لتشكل تهديداً للإنسان في أي مكان، لذا فعلى الإنسان في أي مكان أن يهتم للتهديدات التي تمس أمن إنسان ما في مكان ما، فبقاء إنسان غير آمن ومن غير مساعدة هي وصمة عار في حق الإنسانية جمعاء.

إنها مسؤولية مشتركة على الجميع، فكما تقع مسؤولية قانونية على مهددي الأمن والسلام، فإن المسؤولية الأخلاقية لا تسقط على إنسان يرى إنساناً آخر يتعرض للمخاطر ولا يسهم في إزالة تلك التهديدات عنه.

كما أن الوسيلة المثلى لحفظ الأمن في أي مكان وفي كل مكان؛ هو إرساء السلام؛ ذلك السلام الباعث على الطمأنينة والقائم على المحبة والقبول بالآخر والعيش المشترك للجميع.

إن السلام قيمة لا تنفد، فلا يمكن لأناس أن يعيشوا آمنين على حساب أمن أناس آخرين لتوهمهم أن الأمن معطى تحصل عليه عندما تحرم غيرك منه، إن الأمن والسلام قيمة تشاركية تزداد لديك بقدر ما تعطي منها لغيرك، وبقدر ما تسعى لتحقيقه لدى الآخرين.