رسل السلام

الكلمة التي صنعت مشروعاً عالمياً

“الكشافة هم رسل الخير والحب والسلام لكل العالم. إنني أتضرع إلى الله أن يعين الكشافة على المساهمة بقوة في خدمة البشرية والإنسانية وتوحيد الكلمة بين شعوب العالم. ستظل الإنسانية باقية طالما ظل الإنسان يحب أخيه. أعتقد أنكم أظهرتم هذا الأثر في عقول 28 مليون شاب إن شاء الله. أتمنى لكم حظاً سعيداً ومزيداً من النجاح في مهمتكم النبيلة التي تستهدف الخير للبشرية”.

خادم الحرمين الشريفين
الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله-

هذه الكلمة المؤثّرة ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1422هـ (2001م)، خلال استقباله المشاركين في المؤتمر الكشفي العربي الـثالث والعشرين الذي عُقد تحت رعايته الكريمة في مدينة الرياض، والتي انبثقت منها فكرته رحمه الله لتوجيه الكشافة على مستوى العالم ليكونوا “رسل سلام” للبشرية جمعاء.

كلمة الملك عبدالله وصداها العالمي

إن الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للكشافة أن يكونوا “رسل سلام” لاقت صدى دولياً واسعاً لفرادتها ونبل مقصدها، وسرعان ما أتت الاستجابة للدعوة من الكشافة من كل أرجاء العالم؛ إذ أيّد ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر الرئيس الفخري لمؤسسة الكشافة العالمية ودعم هذه المبادرة، حيث كان حاضراً في المناسبة وأنصت إلى كلمة الملك عبدالله، وشاركه الإيمان بدور الكشافة الفاعل في تعزيز الأمن والسلام في مختلف دول العالم. ثم تبنت مؤسسة الكشافة العالمية هذه المبادرة، وتم تسميتها برنامج “رسل السلام” بشكل رسمي، وهي التسمية الأصلية التي ابتكرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-.

البداية

منذ إطلاق المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- للفكرة عام 2001م، مر المشروع بعدة مراحل؛ فمن الاستجابة السريعة والمباركة الواسعة لدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى إنشاء المرحلة الأولى من البرنامج العالمي الطموح عام 2003م الذي اشتمل تطبيقه على المناطق المضطربة من العالم مثل فلسطين والبوسنة والهرسك، وغيرها من الدول.

في عام 2006م، استضاف الكشافة السعوديون 1500 كشافاً وجوَّالاً من 85 بلداً في مدينة الجبيل الصناعية تحت شعار “معاً من أجل السلام”. وكانت دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وقتها قد سجلت استجابة أكثر من 10 ملايين كشاف من 110 دولة في غضون 5 سنوات فقط.

وفي 2008م، رعى الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- المعرض الكشفي العالمي للسلام الذي أُقيم في مدينة الرياض كإحدى الفعاليات التي تنفذها مؤسسة الكشافة العالمية بهدف نشر ثقافة السلام. وكانت الرياض محطته الأولى قبل أن يجوب العديد من العواصم والدول. وقد منحت مؤسسة الكشافة العالمية لخادم الحرمين الشريفين زمالة بادن باول The Baden-Powell Fellowship خلال فترة المعرض، إضافةً إلى عضوية المؤسسة العالمية من جلالة ملك السويد الرئيس الفخري للمؤسسة، وذلك تقديراً لإسهاماته في دعم الحركة الكشفية العالمية وتعزيز السلام الدولي.

وقد عُرف المشروع منذ انطلاق فكرته عام 2001م بعنوان “هدايا السلام”، إلى أن أقيم في مدينة جدة مخيم القيادات الكشفية عام 2011م الذي جسَّد فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز روحاً ومضموناً وحمل عنوان “رسل السلام”.

ورغم الاستجابة الواسعة والإنجازات الكبيرة التي حققها المشروع خلال 10 سنوات وحتى عام 2011م، إلا أن طموح الملك عبدالله كان في بدايته، إذ انطلق المشروع بشكل أوسع عقب مخيم القيادات الكشفية في جدة تحت عنوان “رسل السلام” بعد إعلان المنحة الكريمة من خادم الحرمين لدعم مؤسسة الكشافة العالمية بمبلغ يزيد عن 37 مليون دولار، يكون وقفاً باسمه يخصص ريعه لدعم برامج تعزيز السلام وتدريب القيادات الكشفية على تنفيذ هذه البرامج، للإسهام في دعم برامج الجمعيات الكشفية في الدول المحتاجة وتأهيل القيادات الكشفية وتنظيم وإقامة الفعاليات في تلك الدول من خلال برامج تشرف عليها مؤسسة الكشافة العالمية على مدى 10 سنوات حتى عام 2020م.

"رسل السلام" هو نافذة للعالم

وهو من أهم المشروعات العالمية التي تهتم بالسلام والحوار والصحة والبيئة وحل الصراعات بين المجتمعات وداخلها، وذلك عبر تمكين الكشافة ليكونوا دعاة سلام بتكوين شبكة عالمية كشفية تسعى لإرساء السلام والمحبة بعيداً عن الحدود العرقية والثقافية في المجتمعات المتأثرة بالصراعات.

وتبلورت رؤية صاحب فكرة المشروع ومحركه الأساس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى استقطاب 20 مليون كشاف حول العالم ليصبح على الأقل ثلثي عدد الكشافة في العالم البالغ عددهم 30 مليون كشاف رسلًا للسلام فاعلين في مجتمعاتهم وبمقدورهم تغيير هذا العالم إلى ما هو أفضل. إضافةً إلى ذلك، يهدف المشروع إلى تقديم رسائل السلام إلى ما يقرب 200 مليون إنسان على الأقل في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020.

نطاق المشروع ومدته

وتتركز أنشطة هذا المشروع العالمي على المبادرات والحوار وحل النزاعات وتكوين الشبكات التي تحقق الانتشار والتوسع بما يحقق الأهداف المرجوة منه. وتبلغ مدة المشروع 10 سنوات (2011-2020م) وتعمل على تنفيذه مؤسسة الكشافة العالمية، بالتعاون مع جمعية الكشافة السعودية.

إنجازات المشروع

  • توقيع مذكرة تفاهم نهاية ديسمبر 2015م بين المنظمة الكشفية العربية ومكتب التربية العربي لدول الخليج العربي تتضمن تفعيل مشروع رسل السلام في الدول الأعضاء للمكتب.
  • تدريب 2500 شاب وشابة في مدينة قوهارهاخ فيرديان في جمهورية أرمينيا في مجالات التطوع والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
  • المساهمة في إحداث تقارباً بين البروتستانت والكاثوليك في عدد من الدول الأوروبية.
  • توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للأعمال الإنسانية ومؤسسة الكشافة العالمية، بهدف دعم جهود الكشافة العالمية لنشر السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية بوسط أفريقيا من أجل مساعدة الأهالي على تخطي آثار الحروب والكوارث ونشر ثقافة السلام والتوعية بأهمية التعايش والوفاق لبناء مستقبل الأوطان. ويبلغ حجم تمويل المؤسسة للمشروع في الكونغو مليون ريال سعودي ويستمر لمدة ثلاثة أعوام حتى 2018م.
  • خدمة ملايين الحجاج سنوياً عبر “رسل السلام” المنتمين للكشافة السعودية.
  • تطبيق الكشافة الأمريكية 3 مبادرات لنشر ثقافة الحوار والسلام التي يدعو إليها المشروع.
  • إضافة إلى مشاريع عديدة في كل من سلوفينيا والبوسنة وكينيا وإثيوبيا ودول أخرى كثيرة.
  • انضمام أكثر من 150 دولة إلى المشروع حتى الآن، وانتساب ما يزيد عن 10 ملايين من الشباب إليه.
  • بلغ عدد المشاريع القائمة حتى 2014م حوالي 108 مشاريع موزعة حسب الآتي: (11 مشروعاً في إفريقيا، 17 في الدول العربية، 49 في دول آسيا والمحيط الهادي، 19 في أوروبا، 12 في وسط أمريكا.)
  • بلغت عدد ساعات العمل التي تمت عبر المشروع منذ انطلاقته 572 مليون ساعة عمل.
  • عقد شراكات شبكية مؤسسية بين المنظمات الكشفية في مختلف دول العالم المنتمية لحضارات وديانات وأعراق متعددة، وتعميق مفهوم السلام والتآخي بينهم.
  • المساهمة في مشروع التنمية الزراعية في إندونيسيا.
  • مساهمة “رسل السلام” في الكشافة المحلية بالسلفادور في حل بعض النزاعات بين مجموعات مسلحة وبعض الشباب.
  • مواجهة كارثة الزلزال الذي تعرضت له الفلبين.
  • مساعدة اللاجئين السوريين على الحدود اللبنانية.
  • النجاح في إيجاد تقارب بين قبيلتي التوتسي والهوتو في راواندا، اللتان شهدتا حرباً ضروساً بينهما.
  • المشاركة في عمليات الإنقاذ التي شملت سكان مدينة بورت أوبرنس في محافظة تباري بجمهورية هاييتي.

قريبــــاً!

أبقى مطلعاً

قم بالتسجيل بالقائمة البريدية لتبقى على اطلاعٍ دائم بآخر أخبار مؤسسة الملك عبدالله الإنسانية. نحن عادة لا نرسل أكثر من نشرتين بالشهر. وبإمكانك إلغاء الاشتراك بالقائمة البريدية عبر الرابط الموضح بآخر كل رسالةٍ تصلك من طرفنا ولن نقوم بعدها بإرسال المزيد من النشرات. كما أنه لن يتم مشاركة بريدك الإلكتروني مع أي جهة خارجية أو استعماله لغرض آخر.