عانت والدة فاطمة من ظروف قاهرة لفترة طويلة بسبب موجات الجفاف التي شهدتها الصومال والتي تسببت بنزوح سكان تلك المنطقة ومواجهة صراع التشرد نتيجة ندرة سقوط الأمطار.، وكانت المعاناة الحقيقية تكمن في حرمان ابنتها من الذهاب إلى المدرسة، حيث كانت تقضي يومها بأكمله في جلب الماء للمنزل. تستيقظ كل صباح في الساعة الثامنة لتبدأ رحلتها الطويلة التي تمتد لثمانية كيلومترات لجلب الماء لغرض الطهي. وفي أحد الأيام، عادت فاطمة وهي منهكة للغاية، والدموع تملأ عينيها. مما أحزن والدتها، لشعورها بالعجز عن تغيير هذا الوضع.
وفي صباح أحد الأيام استيقظت والدة فاطمة لترى معدات الحفر في المنطقة. وعلمت حينها أن هناك بئرًا يتم بناؤه عن طريق برنامج فاعل خير، فطوقتها مشاعر الفرح والارتياح لأن ذلك هو بداية نهاية المعاناة. وبعد بضعة أشهر، تم الانتهاء من بناء البئر وأُنشئت مدرسة جديدة. وأصبحت فاطمة قادرة على الذهاب إلى المدرسة والتركيز على دراستها. بدلاً من السير لمسافات طويلة لجلب الماء، وأصبح لديها الوقت للتعلم والتزود بالمهارات اللازمة للنجاح في الحياة.